سنكسار 1731 أمشير 16
1 – نياحة القديسة أليصابات أم القديس يوحنا المعمدان.
اليوم السادس عشر من شهر أمشير المبارك
1 – في مثل هذا اليوم تنيَّحت القديسة البارة أليصابات أم يوحنا المعمدان وزوجة زكريا الكاهن. وُلِدَت هذه القديسة بأورشليم من أب بار اسمه متثات ( متى ) من سبط لاوي من نسل هارون وأم تقيَّة اسمها صوفية، وكانت بينها وبين القديسة العذراء مريم صلة قرابة من جهة والدتيهما. ويشهد الإنجيل المقدس عنها وعن زوجها أنهما كانا كلاهما " بارَّيْن أمام الله وسالكَين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم " ( لو 1: 6).
كانت أليصابات عاقراً وكانت تداوم مع زوجها على الصلاة والطلبة أمام الله لكي يرزقهما نسلاً وظلا على ذلك سنين طويلة حتى تقدَّما في السن، وقد تباطأ الله عن إجابة طلبتهما لحكمة إلهية حتى يَكْمُل الوقت المحدد من قِبَل الله لتجسد السيد المسيح ابن الله الكلمة ليكون يوحنا المعمدان ابن زكريا وأليصابات هو الملاك الذي يُهييء الطريق قدامه.
ولما جاء ملء الزمان أرسل الله ملاكه جبرائيل إلى زكريا فبشَّره بحبل أليصابات بيوحنا وأعلمه بما سيكون من أمر هذا القديس ففرحت أليصابات وفرح الجميع لها وزارتها العذراء مريم لتُهنِّئها وتخدمها أثناء حَبَلها في شيخوختها " ودخلت البيت وسلَّمت على أليصابات، فلما سمعت أليصابات سلام مريم ارتكض ( سجد ) الجنين في بطنها وامتلأت أليصابات من الروح القدس وصرخت بصوت عظيم وقالت مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك، فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربى إلىَّ، فهوذا حين صار صوت سلامك في أذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني فطوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قِبَل الرب. فمكثت مريم عندها نحو ثلاثة أشهر ثم رجعت إلى بيتها " ( لو 1: 39 – 52).
ولما تم زمانها لتلد ولدضتْ ابناً وسمع جيرانها وأقرباؤها أن الرب عظَّم رحمته لها ففرحوا معها وسُمِّيَ الطفل يوحنا كما تَسَمَّى من الملاك. ولما أكملت أليصابات أيامها، تنيَّحت بسلام.
بركة صلواتها فلتكن معنا. آمين.
2 – نياحة البابا القديس ميخائيل الثالث البطريرك الثاني والتسعين من بطاركة الكرازة المرقسية.
2 – وفيه أيضاً من سنة 1194 للشهداء ( 1478م )، تنيَّح البابا القديس ميخائيل الثالث البطريرك الثاني والتسعون من بطاركة الكرازة المرقسية.
وُلِدَ هذا القديس في سمالوط بمحافظة المنيا من أبوين مسيحيين علَّماه العلوم المسيحية، فاشتاق إلى السيرة الرهبانية وترَّهب بأحد الأديرة، وسار سيرة فاضلة.
وبعد نياحة البابا غبريال السادس اجتمع الأساقفة والأراخنة واتفقوا على اختيار هذا الراهب للبطريركية ورسموه في 13 أمشير 1193 للشهداء ( 1477م )، ولم يستمر على الكرسي المرقسي سوى سنة واحدة وثلاثة أيام فقط ثم تنيَّح بسلام ودُفن بإكرام جزيل في كنيسة العذراء بابلون الدرج بمصر القديمة.
بركة صلواته فلتكن معنا. آمين.
3 – نياحة القديس القمص ميخائيل البحيري المحرقي.
3 - وفيه أيضاً من سنة 1639 للشهداء ( 1923م ) تنيَّح القديس القمص ميخائيل البحيري المُحرَّقي وهو تلميذ القديس العظيم الأنبا أبرآم أسقف الفيوم والجيزة.
وُلِدَ هذا القديس سنة 1847م ببلدة إشنين النصارى ( إشنين النصارى:قرية بمركز مغاغة محافظة المنيا)، من أبوين تقيين ربيَّاه تربية مسيحية حقيقية أثمرت ثمراً مباركاً وسُمي البحيري نسبة إلى اسم عائلته ( البحاروة ) لأن أصل العائلة من محافظة البحيرة.
حدث وهو في سن الثانية عشرة من عمره أن مرض والده مرض الموت، فأشفقت والدته عليه من أن ينظر والده ميتاً والناس يبكون عليه فأرسلته إلى بيت أحد الأقارب وبينما هو على السطح رأى روح والده صاعدة إلى السماء وحولها ملائكة نورانيون يسبِّحون ويرنمون فعَرِفَها في الحال، ونادى قائلاً " يا أبي.. يا أبي "، فقال له أحد الملائكة اطلب لكي تكون آخرتك كآخرته.
تَعَّرف في هذه الفترة على راهب من دير المحرق اسمه القمص تاوضروس الذي كان يحدثه باستمرار عن سمو الرهبنة وحياة الرهبان الملائكية، فعشق البتولية والرهبنة وأخذ يتدرب عليها.
بعد ذلك توجه إلى دير المحرق والتحق به في عهد القمص بولس الدلجاوي المحرقي الذي أصبح بعد ذلك القديس العظيم الأنبا أبرآم.
ظل في الدير مدة تحت الاختبار ولما رأى رئيس الدير والرهبان وداعته وطاعته تمت سيامته راهباً باسم الراهب ميخائيل وسلَّموه إلى شيخ قديس يُدعى القمص صليب العلواني ليعلِّمه طريق الرهبنة.
نما الراهب ميخائيل في الفضيلة والنسك فأَحَبَّه الجميع ورسموه قساً سنة 1874م ثم قمصاً وصار بعد ذلك أب اعتراف ومرشداً روحياً لجميع رهبان الدير.
أعطاه الله موهبة شفاء الأمراض فقصده كثيرون فكان الله يتمجد على يديه بشفائهم. واشتهر هذا القديس بفضيلة العطاء والرحمة على المساكين مثل معلمه القديس العظيم الأنبا أبرآم فكان يقدِّم لهم من القليل الذي عنده عن حب ورضى. في آخر حياته فَقَدَ بصره لكنه كان يشكر الله ويداوم على الصلاة.
وبعد حياة حافلة بأعمال البر والقداسة والزهد والرحمة والعفة، وبعد أن عمل وعلَّم بأقواله وأفعاله، رقد في الرب وكان عمره وقتئذ 76 سنة قضى منها 20 عاماً في العالم، 56 سنة بالدير في جهاد رهباني شاق رفعه إلى مصاف القديسين وعند نياحته رأى أحد الشيوخ الرهبان الأحباش المقيمين بالدير روحه الطاهرة صاعدة إلى السماء تصاحبها الملائكة الأطهار وهم يرتلون ويسبِّحون الله. وفي عيد نياحته سنة 1707 للشهداء ( 1991م ) وفي حبرية قداسة البابا شنوده الثالث البطريرك 117، تم إخراج رفات القديس بكرامة عظيمة بحضور أربعة عشر أسقفاً، وتم وضعه في مقصورة خاصة بالدير ليتبارك منه الشعب المحب للمسيح.
بركة صلواته فلتكن معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.
0 التعليقات