الآريوسيــــة
للبروفسور ب. ك خريستو
أستاذ الآباء بجامعة تسالونيكى باليونان
ولد آريوس فى ليبيا بعد منتصف القرن الثالث بقليل، ودرس بمدرسة لوكيانوس بأنطاكية حيث كان زميل دراسة لبعض الأشخاص الذين أرتقوا فيما بعد إلى درجات الرئاسة الكهنوتية. وهم الذين عضدوه ودفعوا به للمضى في طريق الكفاح لأجل نشر أفكاره.
وكل هؤلاء الزملاء الذين درسوا في مدرسة لوكيانوس صاروا يلقبون بأسم “اللوكيانيين” أو “الاتحاد اللوكيانى”. وهذا لا يمنع أن آريوس درس أيضًا في مدرسة الأسكندرية اللاهوتية قبل دراسته بأنطاكية.
ويمكن أن يقال إن آريوس جمع في تعليمه بين إتجاهين مختلفين لمدرستى أنطاكية والأسكندرية. وفيما بعد أخذ المنتمون لمدرسة أنطاكية يهاجمونه ويتهمونه بأنه أسكندرى، في حين أن المنتمين إلى مدرسة الأسكندرية كانوا يحاربونه متهمينه بأنه أنطاكى.
إستوطن آريوس في الأسكندرية حيث رسمه الأسقف بطرس كاهنا .. وأظهر في أول حياته ميولاً متعصبة متمردة لأنه قبل رسامته وبعدها كان منضمًا للأسقف المنشق ميليتوس أسقف ليكوبوليس (أسيوط).
ولهذا السبب جرد من رتبته الكهنوتية، إلا أنه فيما بعد أعيد مرة أخرى إلى رتبته على يد الأسقف أخيلاس خليفة الأسقف بطرس. وما لبث أن عمل على تأييد إنتخاب الكسندروس أسقفًا للأسكندرية خلفًا لأخيلاس. وإن كان آريوس نفسه قد أستطاع بتأثير ثقافته وصفاته الشخصية أن يصير ذو شأن كبير في المدينة.
إلاّ أنه بعد بضعة سنوات (حوالي عام 318م) اصطدم مع الكسندروس بسبب الإختلاف حول تفسير نص في الكتاب المقدس خاص بشخص ابن الله. وكان الكسندروس قد أعطاه ـ كما أعتاد الأسقف أن يفعل مع الكهنة ـ موضوعًا ليبحثه. وفى الشرح الذي قدمه آريوس حاول أن يعبر عن ابن الله بمفاهيم مخالفة للإيمان المستقيم.
رأى الكسندروس في تقرير آريوس محاولة للتقليل من شأن ابن الله وتحقيره… وأثبتت الاتصالات بين الرجلين على أن آريوس أصر على رأيه وأعتبر أفكار الكسندروس أنها سابيلية(1). وبالرغم من هذا فإن الأسقف لم يتعجل في اتخاذ أى إجراء ضد كاهنه. إلا أنه فيما بعد أضطر الأسقف أن يتخذ قرارًا من مجمع قسوس الكنيسة، أدان فيه آريوس بسبب بدعته وقطعه من شركة الكنيسة.
رحل آريوس إلى فلسطين ثم اتجه إلى سوريا قاسيًا الصغرى. وتمكن من أن يجمع حوله عدد من الأساقفة وأفقوه على آرائه، وكان من بين هؤلاء “أوسابيوس أسقف فيقوميديا” اللوكيانى، و”أوسابيوس أسقف قيصرية” الأوريجانى. وأن الأساقفة الذين تجمعوا حوله قد أيدوه وبرأوه في مجمع عقدوه. وطالبوا بأن يعود مرة أخرى إلى الكنيسة.. وسرعان من كتب آريوس أقرارًا وافقوا عليه في مجمع عقدوه في نيقوميديا، وأرسله كرسالة إلى أسقف الأسكندرية الذي رفضه. ودعا بالطبع إلى مجمع بالأسكندرية سنة 318م اعتمد إدانة آريوس.
وبعد ذلك بقليل، بسبب الاضطرابات التي نشأت نتيجة للمصادمات التي وقعت بين قسطنطين الكبير وليكينيوس، تمكن آريوس من العودة مرة أخرى إلى الأسكندرية. حيث أخذ بعمل بحماس شديد وبأساليب مبتكرة لأجل ترويج أرائه ونشرها بين الجماهير عن طريق الأحاديث والأشعار… وقد ساعد على نشر آريوسيته ما كان يظهر به آريوس من مظاهر الورع والتقوى إلى جانب ما يتصف به من الكبرياء والتباهي وحبه للنضال.. وكان يجرى مباحثاته اللاهوتية مع الشعب. فأنتهز الوثنيون تلك الفرصة وأخذوا يسخرون من المسيحية في مسارحهم بسبب تلك المناقشات(2).
وهكذا أثار هذا الموقف قلق قادة الكنيسة. كما أزعج الإمبراطور أيضًا، الذي رأى أن هذه المشاكل ستكون خطرًا على السلام الذي حققه بجهود مضنية وكفاح مرير ولكنه لم يتوقع أن تكون خطرًا على السلام على المدى البعيد. لذلك فهو إذ رأى أن هذه المعركة تبدو أمرًا تافهًا لا يستحق أن يصدر له نطقًا ساميًا، فاكتفى بأن أرسل “هوسيوس” أسقف قرطبة بأسبانيا إلى الأسكندرية بخطاب إلى رؤساء الأطراف المتنازعة(3). ولكن هذه المحاولة لم تأت بأية نتيجة. عندئذ دعا الإمبراطور إلى مجمع عام يعقد في نيقية عام 325 والذي اشتهر باسم، “المجمع المسكوني الأول”…
وقد أدان هذا المجمع تعاليم آريوس وحرم أسقف نيقوميدية مع ثلاثة أساقفة آخرين لتأييدهم لتعاليم آريوس. أما آريوس فإنه في البدء أُرسل إلى نيقوميديا مكبلاً بالقيود، ثم نفى بعد ذلك إلى الليريا… ألا أنه على الرغم من هذه التدابير فإن هذه المحاولة للتهدئة لم تنجح، لأن أصدقاء آريوس استمروا في نشر مبادئه وتعاليمه… ولذا إقتنع قسطنطين ـ بواسطة العناصر المهادنة للآريوسية والمحبة لها، وتأثر بهم. مما جعله يستدعى آريوس من منفاه عام 327. وبعد تحريض من أسقف نيقوميديا عرضوا صيغة اعتراف إيمان على الإمبراطور أخفوا عنه فيها. حقيقة عقيدة آريوس، وكانت كنيسة نيقوميديا قد وافقت على هذه الصيغة في المجمع الذي عقد بها. إلا أن الأرثوذكسيين لم يجبروا على منح آريوس العفو. حتى أن الكسندروس أسقف الأسكندرية وأثناسيوس الذي خلفه لم يقبلاه في الأسكندرية.
ولم يرغب قسطنطين حينئذ أن يؤزم المسائل أكثر بأن يفرض على أسقف الأسكندرية ـ بأن يقل آريوس. بل أنه في الواقع عندما طلب أنصار آريوس من الإمبراطور ـ برسالة محررة بلهجة شديدة ـ أن يتدخل لأجل تأمين عودة آريوس إلى الأسكندرية، غضب قسطنطين وأعاد أدانتهم بمرسوم آخر أسماهم فيه “بالبورفوريين” أى أنهم مشايعون لتعليم “بورفيريوس”(4).
وبعد وساطات متعددة غيروا مرة أخرى من مشاعر قسطنطين ورحل آريوس إلى القسطنطينية حيث أعترف بالإيمان الأرثوذكسي أمام الإمبراطور وتمسك بأن يصير مقبولاً بطريقة رسمية على نطاق أوسع بالكنيسة. إلا أن الأمر بتحديد موعد بقبوله في كنيسة القسطنطينية قد تلاشى نهائيًا، إذ أن آريوس سقط ومات في مرحاض عام فجأة ليلة الموعد المحدد لقبوله(5).
مؤلفاته:
استحوذ آريوس على مركز هام في التاريخ الكنسي، لكنه لم يترك أثارًا كثيرة. فقد كتب أعمالاً قليلة نسبيًا وصلنا منها النذر اليسير. وهذه الكتابات التي وصلتنا عبارة عن رسائل خارجية. إلا أنها في واقع الأمر تحوى إعترافاته وهى:
(أ) رسالة إلى أسقف نيقوميدية:
وقد حفظها لنا إبيفانيوس في كتابه “باناريون”(6). وكذلك ثيئودوريتس في كتابه “التاريخ الكنسى”(7). وفى هذه الرسالة يحتج على تحامل الكسندروس ضده وضد أتباعه ويعرض آراءه وتعاليمه في صراحة تامة. ويقول أن الابن إله لكنه “ليس غير مولود Agenntos” “ولا جزء من غير المولود” وفى النهاية يستنجد باوسابيوس أسقف نيقوميديا مسميا إياه أنه من “الاتحاد اللوكيانى”.
(ب) رسالة إلى الكسندروس أسقف الأسكندرية:
حفظت هذه الرسالة في أعمال “أثناسيوس عن المجامع”(8). وفى كتاب “باناريون” لابيفانيوس(9). كما حفظت باللغة اللاتينية في كتاب “الثالوث لايلارى”(10). وهى الاعتراف الإجمالي إلى كان قد قدمه لمجمع نيقوميديا الأول والذي عقده الآريوسيون المنفيون. وفى هذه الرسالة تحاشى التعبيرات المثيرة وأعتبر أن “الابن قد ولد قبل كل الدهور”. إلا أنه لم يكن موجودًا من قبل أن يولد.
(ج) إعتراف الإيمان:
حفظت هذه الرسالة في التاريخ الكنسي لسقراط(11)والتاريخ الكنسي لسوزومينوس(12). وفى هذه الرسالة حجب عقيدته الحقيقية وقال بأن الابن قد ولد قبل كل الدهور (لأنه لو كتبت كلمة gegennimenos المولود” بحذف حرف n منها أى gegenimenos لتغير معناها وأصبحت تعنى المخلوق وليس المولود.
(د) ”ثاليــا”:
حفظ أثناسيوس في كتاباته بعض نصوص هذا الكتاب(13). وكلمة “ثالثا” معناها مأدبة أدبية. وقد دبجها كلها تقريبًا بأبيات منظومة وبلحن نسائي. وفى افتتاحيتها نجده يظهر نفسه أنه مملوء بالعقيدة والعواطف الشجية عندما يتعرض للحديث عن الله..
“بحسب إيمان مختارى الله… عارفى الله…
أبناء قديسين. ذوى التعاليم الشرعية الثابتة.. حاصلين على روح الله القدس…
أنا نفسى تعلمت هذا .. من حكمة المشاركين.. السابقين.. عارفى الله..
حسب كل أقوال الحكماء.. أتيت أنا مقتفيًا أثر كل هؤلاء..
وأنا ذو السمعة الحميدة.. متمش بنفس العقيدة..
ومتحمل كثيرًا من أجل مجد الله.. بنفس حكمة الله..
وفيما عدا هذا، يبدو أنه كان لآريوس مجموعة أخرى من الأشعار لكل مناسبة من مناسبات الحياة(14). (كما أشار بذلك أثناسيوس) في المجموعة التي تسمى “البحرية”، “الرحى” “الرحلة”.. الخ.
ووفقًا لما يقوله أثناسيوس فإن كل هذه القصائد قد دبجت بلهجة ونغمة داعرة مثل التي كان يكتب بها سوتيادوس أشعاره القومية.. كانوا يتغنون بها في مأدبهم بضجيج صخب وعبث..
تعاليم أريوس:
لا يتضح من تعاليم آريوس تناسقًا في كل ما وصلنا من نصوصه حيث أن بعضها كانت تخفى وراءها واقع الأمر وحقيقته. إذ كانت تعاليمه مضللة.. ويبدو هذا جليًا في رسالته إلى أسقف نيقوميدية، وفى باقته الشعرية “ثالثا”. ولم تقتصر تعاليمه هذه على مدرسة واحدة، كما قال كثيرون ـ أى أنها لم تنطلق لا عن وحدانية الله الكتابية التي أعتنقها الأنطاكيون المتطرفون الذين اعتقدوا بأن الابن تهذب وتشكل بهبوط قوة إلهية مجردة على يسوع..، كما أنها لم تنطلق عن فكرة الوحدانية التي أعتنقها السكندريون المتطرفون الذين اعتقدوا بأن هذه الوحدانية الإلهية اتسعت لتحوى كل الموجودات الإلهية، بل هى نشأت عن فلسفة الوحدانية. وحيث أن آريوس كان موحدًا متطرفًا فإنه أراد أن يؤكد أن الله كان واحدًا وأنه في نفس الوقت متحول. أن حل وحدانية الله إنما سيعنى تمييز الله إلى أب وابن. أما حل التحول إنما سيكون بواسطة خليقة هذا العالم. وهو أمر سئ في كل الأحوال.
وبحسب هذه الأفكار، فإن الله واحد، غير مولود وحده، سرمدى وحده، ليس له بداية وحده. الحقيقي وحده، الذي له الخلود وحده(15). وبجانب الله، لا يوجد كائن آخر.. ولكن عن طريقه توجد قوة عامة (لا شخصية) هى “الحكمة والكلمة”.. وهذه التعاليم مأخوذة عن “الوحدانية المقتدرة” التي لبولس الساموساطى. ولكن فكره اللاهوتي يوضح إعتمادًا أكثر على “المدافعين”. وتأثيرات “الغنوسيين”. فيما أن الله كان واحدًا فهو لم يكن أبًا “الله لم يكن دائمًا أبًا. أما فيما بعد فقد صار أبًا”.
ولقد صار الله أبًا عندما أراد أن يخلق العالم. عندئذ خلق كائنًا واحدًا. هذا الكائن أسماه الابن، ويسمى استعاريًا الكلمة أو الحكمة.
إذن فحسب تعاليم آريوس توجد حكمتان:
1ـ قوة الله الواحدة العامة.
2ـ وكائن إلهي ذاتي واحد. وهذا الكائن هو الحكمة الثانية الذي جاء إلى الوجود من العدم. ومن ثم فهو مخلوق. إذ يقول “كلمة الله ذاته خلق من العدم.. وكان هناك وقت ما حينما لم يكن موجودًا. وقبل أن يصير لم يكن موجودًا.. بل أنه هو نفسه أول الخليقة لأنه صار” ويقول أيضًا “الله وحده كان وحده دون أن يكون هناك الكلمة والحكمة.. ومن بعد ذلك عندما أراد أن يخلقنا عندئذ بالضبط خلق شخصًا وهو الذي دعاه الكلمة والابن، وذلك كي يخلقنا بواسطته”(17). ولكي يؤيد تعاليمه استخدم نصًا خاصًا اقتبسه من سفر الأمثال: “الرب أقامنى أول طرقه..” (أم22:8)، وكان أوريجانوس من قبل قد تحدث عن “خضوع الابن”، كما تحدث عن “ميلاد الكلمة الأزلي” وهنا أخذ آريوس الجزء الأول فقط من تعليم أوريجانوس، وذلك عندما أضطر فيما بعد أن يقر “بالميلاد قبل الدهور” مفسرًا ذلك بأنه يعنى فقط الزمن الذي سبق خلقه العالم.
فعند آريوس. يبدأ هذا العالم بخلق الابن، عندما بدأ الزمن أيضًا أن يوجد.. والابن هو المولود الأول ومهندس الخليقة.. ومن المستحيل عنده أن يعتبر الابن إله كامل. ويعتبر أن معرفته محدودة لأ،ه لا يرى الآب ولا يعرفه.. والأمر الأكثر أهمية أنه يمكن أن يتحول ويتغير كما يتحول ويتغير البشر.. “وبحسب الطبيعة فإنه مثل جميع الكائنات، هكذا أيضًا الكلمة ذاته قابل للتغيير والتحويل ولكن بنفس أرادته المطلقة، طالما أنه يرغب في أن يبقى صالحًا.. حينئذ عندما يريد فإنه في استطاعته هو أيضًا أن يتحول مثلنا، حيث أن طبيعته قابلة للتغير”(18).
أن بولس الساموساطى استعمل اصطلاح “القدرة على الاكتمال الذي أتخذ منه آريوس كل تعبيراته.. وفقًا لتعليمه وهو أن المسيح هو ظهور بسيط للكلمة في إنسان. ومن ناحية أخرى فهو يعتبر إنسان كامل فقط وليس إله كامل.. وبالتالي فإن الابن يمكن أن يدعى الله إستعاريًا فقط. وهو نفس الاسم الذي يمكن أن يدعى به البسطاء من الناس أيضًا حينما يصلون إلى درجة كاملة من الروحانية والأخلاق.. وهنا يتضح كل تعليم هرطقة “التبني Adoptionism” عن المسيح.
النتيجة الأولى لهذا التعليم:
هو أن الإيمان بالثالوث يتلاشى ويذوب.. بالطبع تحدث آريوس أيضًا عن الثالوث إلا أنه اعتبره أنه قد صدر متأخرًا ولم يكن أصليًا وأزليًا. لأنه وفقًا لتعليمه فإن الآب وحده كان إلهًا أزليًا.
أما النتيجة الثانية:
فهى أن الحياة الجديدة للإنسان التي صيغت كنتيجة لتأنس الكلمة، لا تتكون نتيجة تأليه بل بواسطة سمو روحي وأخلاقي.. وبهذا يتمكن أى شخص أن يقول أن هذا الموقف قد اقتبسه آريوس من المدافعين(19) الذين وفقًا للتقاليد نشأوا من مدارس فلسفية. وكانوا قد اتخذوا موقفًا مماثلاً عن الحياة الجديدة.. إلا أن موقف “المدافعين” يجد له مبررًا بسبب العصر الذي عاشوا فيه والعالم الذي كانوا يتوجهون إليه بالحديث. أما فيما يتعلق بآريوس فإن الموقف يظهر ركود أفكاره التي ولو أنها كانت حادة. إلا أنها خالية من الحركة والعمق.
ونتيجة لتعاليم آريوس بقوله أن كلمة الله مخلوق وقوله عن المسيح أنه إنسان مؤله (بضم الميم وفتح الواو). بسبب كمال روحي وخلقي. هذه التعاليم نجم عنها نزاع شديد زعزع أركان الكنيسة والدولة الرومانية.. أن البدعة الآريوسية لم يتم تنظيمها بطريقة سرية مثل غيرها من البدع والهرطقات. بل دخل في صفوفها رجال رسميين فى الكنيسة وفى الدولة. وهددت بالاستيلاء على التنظيم الكنسي بأكمله.. وقد استمرت المصالحة السياسية التي تبعت ذلك حتى موت آريوس وقسطنطين بدون أن تكون على حساب قرارات مجمع نيقية ـ وذلك عن طريق تفسيرهم المتباين والمؤول بطريقة يشوبها الالتباس.. إلا أن تعاليمهم لم تأت بنتائج. وذلك لأن زعماء الأرثوذكسية لم يقبلوا آريوس في الكنيسة وذلك بسبب اعترافاته المشتبه فيها.. حقًا إنه أثناء هذه الفترة لوحظ تقدم ملحوظ في الحركة التي قادت أيضًا إلى تفوق طفيف للآريوسية. وفى الواقع أن الآريوسيين ـ بواسطة سلسلة المجامع التي أشرفوا عليها بأنفسهم – نجحوا في تنحية وأبعاد الرؤساء من خصومهم بإتهامات باطلة واهية. وهؤلاء الرؤساء هم أوستاتيوس الأنطاكي عام 330م. وأثناسيوس الأسكندرى عام 335م، وماركيلوس الانقيرى عام 336م.
ساءت الأحوال بعد وفاة قسطنطين الكبير، لأن حاكم الشرق قسطنديوس، فرض الآريوسية على المناطق التي كان يحكمها.. أما بعد وفاة أخيه قسطنس عام 350م، فقد فرضها على جميع أنحاء الإمبراطورية.. وسحق هذا الحاكم نشاط معارضيه ومقاوميه الأرثوذكسيين وانشغل بإحلال أساقفة آريوسيين بدلاً من الأساقفة الشرعيين في أهم مراكز الشرق وبعض جهات الغرب.
وبعد وفاة قسطنديوس أنهار فجأة بناء الآريوسيين الشامخ. لأن يوليانوس الذي كان يدين بالعقيدة الوثنية عامل جميع المذاهب المسيحية معاملة متساوية. وعندئذ عاد المنفيون إلى أماكنهم. وبدأت الأرثوذكسية في أعادة تنظيم شملها. مما جعلها تسود وتنتصر. وقد وصلت إلى أكبر درجة من السيادة أثناء حكم الإمبراطور الأرثوذكسي يوفيانوس…
الفرق الآريوسية:
كان البناء الآريوسى فى عهد قسطنديوس على الأقل، يبدو عظيمًا في الظاهر.. إلا أنه كان من البدء عملاً مزعزعًا. وذلك ليس فقط لأنه حصل على قوته من عناصر كنسية منشقة، ولكن أيضًا لأن إتجاهه اللاهوتي لم يكن متحدًا.. فإن جميع الآريوسيين رفضوا اصطلاحات مجمع نيقية.. ولكن ليس لأجل الأسباب دائمًا.. لذا فإن الخلافات فيما بينهم انكشفت وتحددت عند كثيرين منهم عن طريق موقفهم من اصطلاحات هذا المجمع.
ولقد استخدم أباء مجمع نيقية في قانون الإيمان إصطلاح؟ هومو أوسيوس” أى “الواحد في الجوهر مع .. أو المساوي في الجوهر لـ..”. وأرادوا أن يثبتوا بهذا الاصطلاح أن الابن مع الآب هما واحد. وأن هذا الجوهر هو كيان أساسي واحد.. وأضاف نفس الآباء بعد قانون الإيمان ـ بسبب المحرومين ـ نصًا قالوا فيه بأن الابن “ليس من هيبوستاسيس آخر” أى ” ليس من جوهر أخر”.. وهكذا فقد أغضب الاصطلاح الأول الآريوسيين المتشددين، أما الإصطلاح الثاني فقد أغضب الآريوسيين المعتدلين.. (أو أنصاف الآريوسيين Semi – arians) ويبدو أن القانون دبجه لاهوتي غربي من المحتمل أن يكون “هوسيوس” أسقف قرطبة. وكلمة “Hypostasis”(20)“هيبوستاسيس” فيه هى ترجمة للكلمة اللاتينية” Substantia” إلا أنه في الغرب – نظرًا لعجز اللغة اللاتينية حيث كانت كلمة Substantia تعنى كلاً من “أوسيا” Oucia أى الجوهر أو الكيان. وكلمة “هيبوستاسيس” Hypostasis أى القوام أو الأقنوم. لذا أوضح أباء نيقية وحدة تشابه هذين الاصطلاحين لأنهم كانوا يخشون لو أنهم اعترفوا باثنين هيبوستاسيس (أى قوامين) ـ أن يتهموا بأنهم يقبلون الاعتراف بجوهرين أى يكونوا مثل الآريوسيين.
1ـ الآريوسيون المعتدلون:
كان الآريوسيون المعتدلون (Semi – Arians) أوريجانيين قدامى وكان يتزعمهم أسقف قيصرية أوسابيوس، وهم الذين قبلوا بتعاطف عن رضى تعليمًا واحدًا يرتكز على النظرية الأوريجانية الخاصة بخضوع الابن، هؤلاء أصروا على التمييز المشدد بين الآب والابن.. ورفضوا أيضًا اصطلاحي مجمع نيقيا واعتبروهما سابيليان. ولأنهما لم يردا بين نصوص الإنجيل.. إلا أنهم كانوا على استعداد لقبول معنى “التساوى في الجوهر Omooucios” لكن بتعبير مخالف.. لهذا تمسكوا بالتعبير “مماثل للآب فى كل شئ”(21).
وبعد موت أوسابيوس قام باسيليوس أسقف أنقيرا وجورجيوس اللاوديكى بتنظيمهم. وتميزوا بوضوح أكثر من الآريوسيين الآخرين. وذلك في مجمع ميديولانوس عام 355م. حيث أنهم قبلوا “تماثل الجوهر” أو التشابه في الجوهر “هوميوأوسيوس” الأمر الذي من أجله أطلق عليهم اسم “هوميوأوسيين” وكانوا يختلفون عن القائلين “بالتساوى في الجوهر” أى “الهوموأوسيين” قليلاً، ولذلك أطلق على النزاع بينهم أنه نزاع على لا شئ.
2ـ الآريوسيون المتشددون:
هؤلاء كانوا على عكس المعتدلين. وهؤلاء المتشددون كانوا قد نشأوا عن اللوكيانيين الذين قبلوا تعليم “بدعة التبني”.. وكان يرأسهم في البدء أوسابيوس النيقوميدى. وفيما بعد أوسابيوس القسطنطينى. وهذا الفريق تشدد في الفصل بين الآب والابن بدرجة أكبر.. وان كانوا أحيانًا يخفون آراءهم لأسباب تنظيمية. إلا أنهم كانوا متشددين.. وبعد موت أوسابيوس هذا فى عام 341. برز بين صفوفهم “ايتيوس” الأنطاكى الذي اندفع إلى تعليم أريوس الأشد تطرفًا من أجل تكوين فريق أريوسى جديد. وهذا الفريق الجديد تشكل بطريقة أكثر تنسيقًا على يد تلميذه “يونوميوس”. أن المنتمين إلى هذا الفريق وضعوا مناهج وأساليب متكاملة.. وتدخلوا بفكرهم ليفحصوا جوهر كل الكائنات. بما فيها الله أيضًا.. وزعموا أن جوهر الله هو فى عدم الولادة. أما جوهر الابن فهو فى كونه مولود.. ومن ثم فإن جوهرى الآب والابن ليسا فقط لم يكونا شبيهين بل نقيضين تمامًا.. ولكى يؤكدوا تمييزهم لله الآب بفرادة خاصة وحده. اعتادوا أن يمارسوا المعمودية بغطسة واحدة فقط بدلاً من ثلاثة غطسات.
1ـ بسبب التباين بينهم، تشكل فريق ثالث بإيحاء من الإمبراطور قسطنديوس. هو فريق “الاوميويين” أى (الشبيهيين) وهؤلاء استخدموا الإصطلاح “أوميوس OMIOS” (أى شبيه أو مثيل)، ألا أنهم لم يكن لاهوتهم الخاص.. بل ـ بحسب الظروف ـ كانوا ينحازون لفريق أو لأخر. وقد أدى ذلك إلى إضفاء تفسيرين على كلمة “أوميوس OMIOS” فصار من الممكن أن تعنى أما “تشابه الجوهر” أو تشابه المشيئة.. وأتخذ مشايعو هذا الفريق لزعامتهم أساقفة الحدود الشمالية أمثال أورساكيوس السنجدونى، وأولتتاس المورصى… وكذلك أكاكيوس القيصرى، وهؤلاء فرضوا وجهات نظرهم في المجمع الذي أنعقد فى سرميوس عام 359م.
مواجهة الآريوسية:
هز الآريوسيون أرجاء الكنيسة بسبب الطريقة التي ظهروا بها، حيث إنهم ـ على وجه الخصوص ـ نشروا وفرضوا أفكارهم بكل ضرب من ضروب البدع الغريبة على ذلك العصر. فهم لم يستعينوا فقط بالأحاديث الدينية، وتحرير الرسائل اللاهوتية ونشر عقائدهم على هيئة أفكار منتظمة قانونية، كما تأمر بذلك “أحكام الرسل” بل كما سبق أن قيل أيضًا، فإنهم استخدموا كذلك اشعارهم الغنائية التي كانوا يتغنون بها في كل مناسبة.. أما سلاحهم الأكثر مضاء وصلابة، فكان استغلالهم للقوى السياسية التي أقحموها للتدخل – لأول مرة ـ في شئون الكنيسة الداخلية, وهكذا أبعدوا خصومهم بوسائل عنيفة.. وأرغموا أثناسيوس على أن يبارح كرسيه خمس مرات.. وفى مرتين منها أقاموا أساقفتهم على هذا الكرسى.. وكان تفوقهم الساحق أكثر ثباتًا واستقروا فى أنطاكيا، بعد عزل الأسقف أوستاتيوس عام 330م.. وفى عام 360 أقاموا هناك صديقهم ميليتيوس الذي ما لبث أن أعرب في الحال عن اتجاهه إلى قانون إيمان نيقيا..
أما في أسيا فكان نفوذهم أقل، ولو أن موقفهم هناك كان أكثر هدوءا، الأمر الذي لأجله كان موقف الأرثوذكسيين مرنًا..
وفى القسطنطينية ـ على مدى أربعين سنة ـ خلف أربعة أساقفة آريوسيين الواحد الآخر.. وهكذا عندما صار غريغوريوس الثيئولوغوس أسقفًا للقسطنطينية أستقر في بيت صغير للصلاة (Chapel) ، لأن الأريوسيين كانوا قد أستولوا على جميع الكنائس، ولكن غريغوريوس خلص القسطنطينية منهم.. وفى الغرب حصلوا على نجاح محدود حيث استولوا فقط على بعض مراكز هامة قليلة مثل المديولانيين وذلك لعدة سنوات قليلة فقط.. إلا أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى كرسي أسقفية روما.
وكانت حالة المسيحية في ذلك العصر تثير الحزن والأسى. فبينما أعطيت لها الفرصة لأول مرة لكي تمد كرازتها في كل مكان، اضطر قادتها أن يهملوا ذلك قهرا. واضطروا للإنشغال بأمور عقائدية دقيقة.
كانت شوارع الأسكندرية تعج باستمرار للاشتراك بالأساقفة الذين، أما كانوا يفدون نحو منفاهم وأما كانوا يتوجهون للاشتراك في المجامع غير المكتملة. وفى وسط هذه المحازفات والمخاطر أظهرت قيادة الأرثوذكسية شجاعة مقترنة بدبلوماسية تجاه مضطهديهم، كما أظهرت تمسكًا شديدًا بالتقليد والإيمان المسلم.. فكانوا إما ينادون بعقائدهم وينفون بسببها وإما كانوا يحافظون على هذه العقائد ويمكثون في أماكنهم كي يصونوا الإيمان الأرثوذكسي الذي لا يطفأ، ومن حول هؤلاء كانت خلايا المؤيدين المخلصين تصارع وتتصادم من أجل عقيدة مجمع نيقية.
إن مسئولية الدفاع عن هذه العقيدة كان لها أولاً: مجموعة القادة الأول: الكسندروس السكندرى. وأوستاتيوس الأنطاكى، وهوسيوس القرطبى.
ثم بعد ذلك بقليل وقع عبء الدفاع عن عقيدة نيقية على أكتاف القديس أثناسيوس الكبير الذي أدار النضال طيلة خمسين عامًا تقريبًا.. معضدًا أيضًا من الآباء الآخرين أمثال كيرلس الأورشليمى وسرابيون أسقف تيميس، وديديموس الضرير، وهيلاريوس البكتافى وأخيرًا الآباء الكبادوكيين العظام: باسيليوس أسقف قيصرية وغريغوريوس الثيئولوغوس وغريغوريس النيصصى، أن هؤلاء اللاهوتيين – باستنادهم على حجج وبراهين من الكتاب المقدس والتقاليد الشرعية الصحيحة – قاموا بتجريد لاهوت آريوس من غطائه المتستر بالكتاب المقدس. وكشفوا أن الآريوسية إنما هى دراسة فلسفية جافة وعميقة تظهر الله بدون حياة أو حركة..
كشف أثناسيوس الكبير أن تعاليم آريوس أدت إلى أمرين غير لائقين:
أولهما: أنه أذاب التعليم بالثالوث القدوس ولاشاه، وفتح الطريق أمام الاعتقاد بتعدد الآلهة، إذ أنه سمح بعبادة المخلوق.
وثانيهما: أنه قلب “بناء الخلاص” كلية. فإن المخلص الذي أخذ على عاتقه خلاص البشرية يلزم أن يكون هو نفسه حاصلاً على ملء اللاهوت، ما دام قد أخذ على عاتقه أن يؤله الإنسان. فكيف يكون من الممكن أن الكلمة الذي يقوم بعمل التأليه لا يكون واحدًا في الجوهر مع الله؟ إن قمة براهين أثناسيوس هى أن المسيح لم يصر أبنًا لله كجزاء لكماله الأدبي بل على العكس فإنه هو الذي إلهنا (بتشديد اللام) (أى جعلنا إلها). فيقول أثناسيوس “لذلك إذن فالمسيح لم يكن انسانًا وفيما بعد صار إلهًا، بل أنه كان إلها ثم صار إنسانًا لكي يؤلهنا” (المقالة الأولى ضد الآريوسيين فقرة 39).
وعلى الرغم من صرامته وحزمه لم يكن أثناسيوس متصلبًا بل كان يعرف كيف يتدبر الأمر بتفهم وتسامح .. وعندما تخلص من الضغط السياسي الخطير عرض المشكلة بحذر ويقظة أكثر. ووضع موقف الأرثوذكسيين تحت الفحص. وعندئذ تحقق من قصور وعجز حججهم وسعى لكي يجد لها علاجًا.. فإن المطابقة المشار إليها سابقًا بين الاصطلاحين “اوسيا” (أى الجوهر). و”هيبوستاسيس” (أى القوام) صارت مقبولة في الغرب بدون اعتراض. ولكن في الشرق رأى كثير من اللاهوتيين أن فيها خطر البدعة “السابيلية”. وأدرك أثناسيوس هذه الحيرة وقام بحركة توفيق فعالة أثناء مجمع الأسكندرية عام 362م حيث أقر بأن كل من لا يرغب في الإعتراف بصيغة “الاوموأوسيوس” (أى المساواة أو الوحدة فى الجوهر)، ولكنه يقبل في نفس الوقت بوحدة “الآب والابن فإنه يوجد على الطريق المستقيم. وقام بخطوة عوطة التسليم بالمبدأ الشرقى للثالوث مع التفريق بين معنى الاصطلاحين “أوسيا”، و”هيبوستاسيس” مع إضافة معنى “طريقة الوجود الخاص بالكيان” إلى “الهيبوستاسيس”.. وهكذا فإن الله يكون من جوهر واحد ولكنه يوجد في ثلاث أقانيم (هيبوستاسيس) أو أشخاص (بروسوبا)، وهذه الصيغة توسع فيها أكثر الآباء الكبادوكيوسن بعد ذلك.. ومن ذلك الوقت فتح الباب أمام جماعة “الهوميواوسيين”. وأن غالبية الذين رجعوا وانضموا إلى أتباع مجمع نيقيا الأرثوذكسيين، وصلوا أيضًا بعد ذلك إلى قبول مبدأ “الهوموأوسيوس” (التساوي أو الوحدة في الجوهر) ولكن البعض من هؤلاء لم يكونوا على استعداد لقبول الاعتقاد بمساواة الروح فى الجوهر أيضًا (أى مع الآب والابن) .. ولهذا السبب ضمن مجمع نيقيا ضمن قانون الإيمان. مجرد عبارة “وبالروح القدس” بدون أية خاصية أو صفة أخرى، وكان هؤلاء يعتقدون بثنائى فقط في الله بدلاً من الثالوث. ولهذا أطلق عليهم أسم “أعداء الروح” ولأنه كان يتزعمهم “مقدونيوس” . الذى جرده “الأوميوون” من رتبته. لهذا أطلق عليهم أيضًا أسم “المقدونيون”. وهؤلاء حكم عليهم بواسطة مجمع أنطاكية سنة 379م. والمجمع المسكونى الثاني بالقسطنطينية سنة 381م. ولكى يتجنب الاباء أى مخاطرات جديدة أو أى إساءة فهم للأمور. فانهم لم يستخدموا فى هذا المجمع الأخير أى اصطلاحات مثيرة، مثل “الهومواوسيوس” بل استخدموا عبارات متباينة وهى عبارات توضح “المساواة في الكرامة”. وهم في هذا قد أتبعوا السياسة الحكيمة التي كان يسير عليها باسيليوس الكبير. ثم أصدر الامبراطور ثيئودوسيوس قرارًا بوضع حد لهذا الصراع داخل إمبراطوريته، فكانت النهاية الحاسمة، مما أدى إلى الاعتراف بشكل دينى واحد وهو المسيحية الأرثوذكسية التي أقرها “داماسوس” أسقف روما. “وبطرس” أسقف الأسكندرية. وبالتالي أنضم غالبية الآريوسيين إلى الكنيسة، أما البقية الذين تخلفوا فقد انضموا على التوالي إلى بدع وهرطقات أخرى، وخاصة انضموا إلى النسطورية وهى البدعة التي حاولت أن تنقص من ألوهية المسيح بطريقة أخرى.
(1) نسبة إلى سابيليوس صاحبة البدعة السابيلية المعروفة باسمه، والذى ظهر فى روما أوائل القرن الثالث. والسابيلية تعلم بأن الآب والابن والروح القدس هم شخص واحد وليس ثلاثة أقانيم. فنقول “أن الآب أعطى الناموس في العهد القديم، ثم ظهر هو نفسه باسم الابن فى التجسد، وبعد أن اختفى المسيح بالصعود ظهر هو نفسه باسم الروح القدس. أى أن الثالوث هو ثلاث ظهورات متوالية في التاريخ لشخص واحد، وليس ثلاثة أقانيم لهم جوهر واحد (المعرب).
(2) انظر “حياة قسطنطين لأوسابيوس المؤرخ” (61:2) والتاريخ الكنسى لسقراط (7:1).
(3) أوسابيوس فى حياة قسطنطين (64:2).
(4) التاريخ الكنسي لسقراط (9:1) بوفيريوس هو أحد فلاسفة “الأفلاطونية الجديدة” الوثنيين قرب نهاية القرن الثالث. هاجم المسيحية بعنف وخاصة هاجم ألوهية المسيح (المعرب).
(5) الرسالة الدورية إلى الأساقفة بقلم أناسيوس 5:18.
(6) باناريون معناها سلة الخير.
(7) التاريخ الكنسى لثيئودوريتس (4:1) انظر “باناريون” لإبيفانيوس (6:69).
(8) “أثناسيوس عن المجامع” 16.
(9) “باناريون” لإبيفانيوس (7:29).
(10) “ايلاريوس عن الثالوث” (12:4، 5:6هـ).
(11) “التاريخ الكنيسى لسقراط” (26:1).
(12) التاريخ الكنسى لسوزومينوس” (27:2).
(13) أثناسيوس ضد الأريوسيين (5:1-6).
(14) أثناسيوس عن مجمع نيقية 16 – فيلوستورغيوس التاريخ الكنسى (2:2).
(15) آريوس فى رسالته إلى الكسندروس وجدت فى كتاب أثناسيوس عن المجامع 16.
(17) المرجع السابق.
(18) “ثاليا” كما جاء فى أثنايوس ضد الأريوسيين مقالة 5:1.
(19) هم معلمى الكنيسة الذين قاموا بالدفاع عن المسيحية والمسيحيين أمام الأباطرة الوثنيين. وأمام الفلسفات الوثنية المعاصرة وأحيانًا ضد الهجمات اليهودية. خلال القرنين الثاني والثالث، ومن أشهر المدافعين يوستيتوس. وتاتيان واتيناغوراس وأوريجانوس (المعرب).
(20) كلمة “هيبوستاسيس Hyposasis” اليونانية تعنى القوام، أو الأساس ـ أو ما يقف عليه الشئ ـ “الدعامة” أو طبيعة الشئ، أو الشخص، أو أقنوم (المعرب).
0 التعليقات