سنكسار 1731 أمشير 15
1 – نياحة القديس بفنوتيوس الراهب.
اليوم الخامس عشر من شهر أمشير المبارك
1 - في مثل هذا اليوم تنيَّح القديس بفنوتيوس الراهب. ترَّهب هذا القديس في أحد أديرة الصعيد وعاش حياة مقدسة حتى أنهم كانوا ينظرون إليه كملاك أكثر منه كإنسان، وكان يسعد كثيراً بملازمة الأرواح الطوباوية، كما كانت له دالة عظيمة في صلواته لدى الله، وقد جذب الكثيرين إلى طريق الرهبنة. حرَّكته نعمة الله للدخول إلى البرية لينظر الآباء السواح ويتعرف على سيرة حياتهم. فقام ومشى في البرية أياماً كثيرة ولاقى متاعب جمَّة في الطريق، وكان يظهر له ملاك الرب يشدده ويقويه، حتى وصل أخيراً إلى أماكن الآباء السواح ورأى كثيرين منهم أشهرهم الأنبا تيموثاوس السائح والأنبا نوفير الذي كفَّنه القديس بفنوتيوس ودفنه.
استهوته حياة السياحة فأراد البقاء هناك ولكن القديس أنبا نوفير أعلمه أن هذه ليست مشيئة الله بالنسبة له، ولكن عليه أن يرجع إلى بريته ويخبر الإخوة بما رآه وسمعه لينتفع الرهبان وسالكو طريق الفضيلة. وفعلاً بعد نياحة أنبا نوفير سقطَتْ النخلة التي كان يقتات منها وجفَّت عين الماء وانهارت المغارة، فرجع القديس بفنوتيوس حزيناً.
ثابر القديس على حياة النسك والصلاة، وأخيراً ظهر له ملاك الرب ودعاه للانطلاق إلى المظال الأبدية، فاجتمع حوله الإخوة وسمعوا منه أقوالاً نافعة، ثم فاضت روحه الطاهرة. بركة صلواته فلتكن معنا. آمين.
2 – استشهاد الصديق زكريا النبي بن بَرَخِيَّا بن عِدُّو.
2 – وفيه أيضاً استشهد الصديق زكريا النبي ابن بَرَخِيَّا بن عِدُّو أحد الاثنى عشر نبياً الصغار، وُلِدَ هذا النبي في أرض جلعاد، من سبط لاوي، اسم أبيه بَرَخِيَّا الذي مات شاباً، فسُمِّي النبي باسم جده عِدُّو.
سُبى إلى أرض الكلدانيين، تنبأ هناك في الشهر الثامن من السنة الثانية لمُلك داريوس نحو سنة 520 ق.م. بعد أن سمح الملك لرجال يهوذا بالعودة إلى أورشليم، فكانت رسالته تتركز على تقوية عزائم الشعب الضعيفة ليسلكوا بروح التقوى ويعيدوا بناء الهيكل. ثم كشف المستقبل المجيد في المسيح يسوع، الذي يبعث فيهم الرجاء، بعد خراب أورشليم ومدن يهوذا أثناء فترة السبي التي دامت سبعين عاماً.
كما تنبأ عن تجسد الكلمة في وسط صهيون ( زكريا 2: 10)، ودخوله أورشليم منتصراً ( زكريا 9: 9)، وبيعه بثلاثين من الفضة ( زكريا 11: 12)، وثَقْب يديه ( زكريا 13: 6)، وحدوث الظلمة ( زكريا 14: 6)، وطَعْنُه بالحربة ( زكريا 12: 10)، وتشتُّت التلاميذ ( زكريا 13: 7)، وإرساله الروح القدس ( زكريا 14: 8 – 11).
ولما اغتاظ اليهود من توبيخ هذا النبي تحالفوا عليه وقتلوه بين الهيكل والمذبح، وبذلك يكون هو المقصود بقول المخلص للكتبة والفريسيين: " لكي يأتي عليكم كل دم زكي سُفك على الأرض من دم هابيل الصدِّيق إلى دم زكريا بن بَرَخِيَّا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح " ( مت 23: 35).
بركة صلوات هذا النبي فلتكن معنا. آمين.
3 – استشهاد القديس أنبا بيجول القس.
3 – وفيه أيضاً من سنة 21 للشهداء ( 305م )، استشهد القديس أبا بيجول القس. وُلِدَ هذا القديس بصعيد مصر، ولتقواه وسيرته الصالحة رسموه قساً، فاهتم بوعظ الشعب وتعليمه وتثبيته على الإيمان، ولما سمع عن تعذيب المسيحيين مضى إلى الإسكندرية، وهناك التقى بسَمِّيه القديس أبا بيجول الجُندي أثناء تعذيبه، فقبضوا عليه وسلَّموه للوالي كلوسيانوس، فعذَّبه وأودعه السجن، ولما استلم أرمانيوس الولاية على الإسكندرية، أوقفوا القديس أمامه، فاعترف بالسيد المسيح وأظهر ثباتاً. عندئذ أمر الوالي أن يُجلَد ويُعذَّب بشدة، فاحتمل بهدوء وسَكينة، وقد أجرى الله على يديه بعض المعجزات، فنسبها الوالي للسحر، وقال له: " يا معلم السحرة أما تترك سحرك وتسجد للآلهة لأن الذي أنت متكل عليه لن يقدر أن يخلصك من يدي هذه المرة ". أجابه القديس: " إلى متى تهين روح الله. كُفّ عن هذا ". فأمر أرمانيوس الوالي أن يُعصر بالهنبازين ويوضع على سرير حديد تحته نار، وأخيراً أمر بقطع رأسه، فقال القديس: " الآن قد كمل فرحى وأتممت كهنوتي، فلي اليوم أربعون سنة أخدم الرب لأجل هذه الساعة ". فتقدَّم السيَّاف وقطع رأسه ونال إكليل الشهادة، ومازالت توجد كنيسة باسمه بقرية تلة غربيّ مدينة المنيا ( الكنيسة المذكورة باسم القديسَيْن أبا بيجول القس وأبا بيجول الجُندي وكلاهما من أبناء القرية).
بركة صلواته فلتكن معنا. آمين.
4 – تكريس أول كنيسة للأربعين شهيداً الذين استشهدوا في سبسطية.
4 – وفيه أيضاً تُعيِّد الكنيسة بتذكار تكريس بيعة الأربعين شهيداً الذين استشهدوا في سبسطيَّة على يد ليكينيوس قيصر. وهي أول كنيسة بُنيت على اسمهم وبها أجسادهم بسبسطية، وقام بتكريسها القديس باسيليوس الكبير وثبت لهم عيداً عظيماً في مثل هذا اليوم.
بركة صلواتهم فلتكن معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.
0 التعليقات