قصة لم أشترِ اللؤلؤة
لاحظت سوزي وجود لعبة صغيرة في حجرته لم تكن قد اشترتها له. سألته عمن أحضر هذه اللعبة فأجابها:
- لقد وجدتها ملقيّة تحت شجرة جيراننا.
- هل هي ملكك؟
- لا، لكنها ملقيّة هناك منذ أكثر من شهر، لم يحركها أحد. بالتأكيد لا يريدونها.
- كيف عرفت هذا؟
- لم يستخدمها أحد.
- ما دامت ليست ملكك ليس لك أن تأخذها ما لم تستأذن صاحبها.
- إنها لعبة رخيصة للغاية؛ فإني أخجل أن أسألهم.
- من أجل الأمانة ردّها إلى مكانها. وإن أردت اشتري لك مثلها، أو تسأل صاحبها وتستأذنه إن كان لا يريدها.
- ماذا تعنين بالأمانة يا أمّاه؟
- سأروي لك قصة أحد المعلمين الأمناء.
قيل أنه في القديم جدًا اشترى أحد المعلمين حمارًا، حيث كانت الدواب هي وسيلة المواصلات.
مرّت عدة شهور وفجأة جاء إليه بعض من تلاميذه الذين كانوا يقضون أوقاتًا طويلة في بيته وقد ظهرت على وجوههم علامات الفرح الشديدة. سألهم عن سبب فقالوا له: "يا معلم لقد صرتَ غنيًّا جدًا!"
- ماذا تعنون؟
- انظر، إنها لؤلؤة ثمينة جدًا.
- أين وجدتموها؟
- كانت في القلادة التي حول عنق الحمار.
- إنها ليست لؤلؤتي ولا أنا اشتريتها.
- ماذا تعني؟ ألم تشترِ الحمار منذ شهور؟
- نعم، لكنني لم أشترِ اللؤلؤة.
- وكيف لم يسأل عنها البائع؟ بالتأكيد لم يعرف قيمتها، فقد ظنها قطعة من الزجاج يزيّن بها عنق الحمار.
- ليكن، فإنني لابد أن أرد له اللؤلؤة.
- إنها ليست ملكه، والدليل أنه لم يسأل عنها. ربما وجدها البائع في الطريق، أو أخذها من أحد الأطفال وقد وجدها الطفل في الطريق.
- ما يشغلني هو أنها ليست ملكي، والأمانة تقتضي أن أردها له.
صمم المعلم على رأيه واخذ اللؤلؤة الثمينة وردّها للبائع وأخبره عن قيمتها.
هب لي يا رب روح الأمانة.
فلا أشتهي ما هو ليس لي!
أمانتي في عينيك أثمن من كل لآلئ العالم!
مواضيع ذات صلة
0 التعليقات