سيرة حياة البابا مرقس الثالث


+ كان قبل بطريركيته علمانيًا من أصل شريف سريانى الجنس، كان له شهادة حسنة ليس من المسيحيين فقط بل والمسلمين، كان تقيًا عفيفًا صائمًا مصليًا كثير الصدقات وفعل الخير وكان بتولًا عالمًا في دينه خبيرًا بأمور الكهنوت... ولذا فحينما خلا الكرسي المرقسى أجمع الجميع على رسامته.
+ تتميز فترة بطريركيته بالاضطراب الشديد في الأمن في البلاد المصرية نتيجة للتنافس الشديد بين الوزراء وقادة الجيش وحملات الفرنجة على مصر والتي يطلق عليها الحملات الصليبية.
+ وجدير بالذكر أن صلاح الدين الأيوبى بدأ حكمه كوزير بإتخاذ سياسة عدائية ضد الأقباط ولكن بفضل صلوات البابا مرقس الثالث أصلح الله الحال، فقرب صلاح الدين المسيحيين إليه واستخدمهم في ديوانه وفي أمواله وأنعم عليهم فعادوا إلى أرفع مما كانوا عليه.
تنيَّح بسلام في اليوم الأول من شهر يناير سنة 1189م.
صلاته تكون معنا آمين.

معلومات إضافية

مكث بطريركا لفترة دامت 22.5 سنه، وعاصر نهاية الدولة الفاطمية والخليفة المعاصر وبداية الدولة الأيوبية بزعامة صلاح الدين الأيوبي. كان علمانيا باسم أبو الفرج بن أبي أسعد المعروف بابن زرعة، من أصل شريف سوري الجنس، وكان يتمتع بسمعة طيبة بين الأقباط والمسيحيين، وكان بتولا عالما في دينه، خبيرا في أمور الكهنوت.

تميزت فترة بطريركيته بالاضطراب الشديد في الأمن، امتدادا لفترة الاضطراب التي سبقته، حيث إنها فتره انتقال بين عهدين الفاطميين والأيوبيين، خصوصا مع الهجوم الصليبي على البلاد، ولنعرف عنها شيئا من التفصيلات:

فقد اشتد التنافس بين الوزراء وقادة الجيش أمام الحملات الصليبية على مصر، وكان وزير الخليفة الفاطمي آنذاك هو "طلائع بن رزيك" الذي كان يلقب بالملك الصالح؛ لأنه استولى على السلطة لأنه كان قوى الشخصية، وقتل كل قائد وقف في طريقه أو كان يثير الفتن أو القلاقل، إلا أن الخليفة العاصر نجح في قتله وحل محله ابنه هو، وكان يسمى "العادل". ثم جاءوا إلى الصعيد الذي كان يسمى "شادر" وقتل العادل، وتولى وهو على كرسي الوزارة. ثم ظهر قائد آخر كان أمير البرقة اسمه ضرغام، ومعه فرقة من الجند، وقتل شاور واعتلى كرسي النظارة بما عدة والي الشام المسيحي (عمودي)، فجاء إلى مصر كل من عموزى ومعه قواده نور الدين بحمله كبيرة، كان ضمنها صلاح الدين الأيوبي، والتحم الجمعان الصليبيون والمصريون تحت أسوار القاهرة لعدة أيام، عاد بعدها من أتى من الشام إلى الشام مرة أخرى وتركوا البلاد في حالة فوضى.

إلا أن الشوام أتوا مرة أخرى عندما دخلت حمله صليبية أخرى، وتحاربا على طول النيل حتى المنيا، انتصرت فيها القوات العربية وظل صلاح الدين بقواته شفي مصر.

شرع صلاح الدين في استماله المصريين إليه خصوصا بعد أن خاف الخليفة الناصر الفاطمي لدرجة انه لم يجرؤ على مقابلته، بل حاول المنتصر أن يلجأ إلى الصليبيين ليهاجموا مصر ليخلصوه من صلاح الدين، إلا أن صلاح الدين انتصر عليهم وأصبح هو الخليفة بلا منازع، إلا انه بدا حكمه في شكل وزير حتى يعرف أسرار المجتمع المصري.

وكان صلاح الدين قاسى على الأقباط أول الأمر، وبصلوات البطريرك الأنبا مرقس عاد السلام بين دينهم، واستخدمهم في ديوانه في مراكز رفيعة. وتنيَّح هذا البطريرك في أول يناير 1189.

0 التعليقات